حاضنات الاعمال ودورها في دعم أصحاب المواهب والخبرات في القطاع الخاص

تعد المصروفات الرأسمالية والتشغيلية اول التحديات التي تواجه أصحاب المواهب والخبرات والمخترعين عندما ينمو لديهم شغف تحويل أفكارهم ومهاراتهم الى مشاريع. مشاريع عمل ذات طابع تجاري أو هوية اعتباريه او وهيكل مؤسسي. ولا تزال هذه المصروفات سببا رئيسيا في تأخر او فشل تحويل هذه الطاقات والمهارات الى برامج عمل او كيانات تجارية أو ادبيه، اذ لم تكن سببا في اهدار جهد وطاقة المبادرين. فماذا عن شركات القطاع الخاص في الكويت ؟

أتت حاضنات الاعمال أي كانت مسماها ـ سواء كانت مشروعات اعمال او مراكز ابتكار او مساحات عمل مشتركة او أو مراكز راعية الموهوبين او حتى حاضنات أعمال ـ  كأسلوب عمل او لايف ستايل مبتكر متأقلما مع متطلبات أصحاب المواهب والخبرات والمخترعين الذين تقوم مشاريعهم على ما يمتلكونه من مهارات او ما اكتسبوه من معرفة او ما اكتشفوه من اختراعات خلال سنوات عمل حر طويلة وشاقة.

الركيزة الثانية لهذه المراكز يقوم على مبادئ سيجما 6 المبنية على عناصر ستة. هذه العناصر تهدف

• ـ لتحسين ادارة الجودة لمراكز العناية أي كان مسماها
• ـ توجيه طاقات وخبرات أصحاب المواهب والخبرات والمخترعين بهدف الوصول الى تقليل الأخطاء الى الحد الأدنى وتقليل التكلفة الى مستوياتها الدنيا
• وذلك يقود المبادر الذاتي الى اعلى درجات الكفاءة وهي وفقا لمفهوم سيجما 6 توفر الوقت والمال والجهد ورضا العميل.

نجد ان مفهوم سيجما يأتي تطبيقه على الدور الذي تلعبه حاضنات الاعمال من حيث توفير الوقت والجهد من اهداره على مرحلة التأسيس. يشمل ذلك كذلك عمليات التشغيل الروتينية وتكاليفها المالية والمتابعة حتى يستطيع المبادر او صاحب الموهبة توجيه طاقاته الذهنية والعصبية نحو تحسين جودة منتجه او مهاراته لتكون مشروعات صغيرة مربحة على المدى الوسيط.

يتم توفير مساحات عمل للإيجار بمفهومها المطور الذي يتضمن الخدمات التي يحتاجها صاحب المشروع من

ـ مراعات لتكاليف الاستخدام او الاستفادة

ـ الاخذ على عاتق حاضنة الاعمال القيام ببعض الأدوار الروتينية بهدف توجيه صاحب المشروع لتحسين منتجه او نموذجه الاحترافي

بذلك فان مفهوم الايجار والاستئجار بارثه التاريخي وابعاده المالية وقيوده القانونية قد أسهم بشكل كبير في تأخير إنجاح المشاريع الصغيرة الخلاقة او اطلاق المواهب او تفجير الطاقات الإيجابية.

المفهوم الجديد يتماشى مع طبيعة التغيير في الفكر والمفهوم التجاري والعمل الحر والاعمال العابرة للقارات.

يعتمد الاقتصاد القائم بشكل كبير على المشروعات الصغيرة وهي الشريحة التي تخدمها حاضنات الاعمال. ووفقا لبيانات منظمة العمل الدولية فان القوى العاملة في هذه المشروعات تشغل بما يعادل 70% من العمالة في جميع انحاء دول العالم وتشكل أكثر من 50% من الناتج المحلي.

على الصعيد المحلي، فان شركة مارمور مينا انتيليجنس التابعة لشركة المركز المالي أصدرت تقريرها عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الكويت مبينة ان 90% من الشركات الخاصة في الكويت تعتبر شركات صغيرة او ومتوسطة.

هذه الاحصائيات والأرقام تبين حجم الشريحة المستهدفة كما انها تؤكد على حاجتها الى حلول تتناسب مع طبيعتها.

تهتم الحكومات والمنظمات والشركات الكبرى بنمو المشاريع الصغيرة النامية إدراكا منها لأهميتها بالنسبة للاقتصاد القومي. هي مبادرات تغير ثقافة الافراد بالنسبة لمسيرتهم المهنية مقوضهم لمغامرة النجاح الشخصي بعيدا عن الأجور المضمونة او ما يسمى بالأمان الوظيفي. هذا المفهوم الذي لم يعد براقا كالسابق ولو ان كانت الأجور مرتفعة اذ تقف ولا بد من سقف معين يمنع المبادرين وأصحاب المواهب من تطوير مواهبهم وتحقيق احلامهم.